بخور لعلاج السحر بشكل نهائي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الكلام في البخورات كعلاج طويل في الحقيقة وأكثر من أن يستوعبه جلسة بل هو مبحث ويحتاج إلى خبرة ومعرفة وتتبع للمجربين.
ودعاني إلى الكلام عنه لنعرف مالنا وماعلينا ومايجدي نفعه إن كان يصلح كعلاج وغيره من الفوائد التى ربما تخفى على البعض.
وينبغي أن نفرق بين الطيب ذو الرائحة الطيبة كطيب وبخور يتبخر به.
وقد يظن البعض أن الفرق بسيط ولايهم كثيرا ولكن هذا غير صحيح, فبعض المواد لاتصلح إلا بخورا مثل الصموغ وبعض الأخشاب وبعضها دهان وسائل ولايصلح إلا مسحا وإن كان البعض يبخر به أو يخلطه كبخور.
يقال أن الرائحة الطيبة محبوبة ومندوبة في الشريعة وهذا لاخلاف عليه.
ويقال أيضا الرائحة الخبيثة مكروهه وغير مستحبة ويقال إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه إبن آدم.
وهذه الأمور لاتؤخذ على إطلاقها بل فيها تفاصيل كثيرة ولو جعلنا كل فهمنا لمجرد أن الرائحة الغير مستحبة ممنوعة لغلطنا في فهم خلوف فم الصائم.
والغاية والمقصد والهدف هو روح الشريعة ولبها فمن أتى على ظاهر الكلام في كل شيء فسيخطئ لامحالة وإن فسرها وتأولها في كل شيئ فهو مخطئ ولكن ماعلمنا حكمته وعلته وجب إعتبار ذلك ومتى خفيت وجب التسليم وترك المجادلة فيها والنقاش فهو يفضي إلى سوء فهم وكثرة أقوال.
ومجال الطب عريض وواسع ولانعلم أن الدواء إلا مرا وعلقما والذي يطلع على حقيقة المواد الطبية فلن يستخدمها وسيعرض عنها وتجد علاج الأطفال يحلى لكي يستساغ شرابه وحقنة في العضل يهرب منها أكثر الناس وكية نار لاتقوى عليها الطبيعة لبني آدم إلا من شديد وقوي.
نعود لموضوعنا.
هل الشياطين تحب الرائحة الخبيثة؟
لايلزم ذلك وإن كانو هم في أجسادهم خبيثي الرائحة فهم يشبهون رائحة الحمامات (أكرمكم الله جميعا) وبعضهم فيهم رائحة النشادر وبعضهم فيهم رائحة الكبريت الأصفر وبعضهم ليس له رائحة وهذا نعرفه بالتجربة فتجد المريض في فترة مرضه له رائحة في كل جسمه وكلنا نعرف أن بعض المأكولات تسبب تغير في رائحة الجسم ولكن الذي أعنيه يختلف فهي تبقى مع المريض وتخف مع العلاج حتى يشفى المريض ثم تنقطع.
والثابت الذي أعرفه أنا ولاألزم به غيري أن الجن والشياطين تحب مثلما يحب بنو آدم من الروائح وكذلك المأكولات والمشروبات إلا القليل وسنفصل فيه.
فتجد المريض بجن الزار يحب العطور والبخور الطيب الغالي الثمن.
وتجد أصحاب المكاشفات من الصوفيه يحبون الرائحة الطيبة وخاصة عند حضور مايسمونه بالأرواح العلوية الطاهرة (هم الشياطين وليسوا الملائكة).
تجد المريض بجن عاشق يحب الهيئات الطيبة والملابس المعينة والنظيفة والروائح الطيبة.
المأكولات التي يحبها إبن آدم تحبها الشياطين ولاينبغي أن نغفل عن مثل هذا الباب. وكل طعام وشراب لايذكر إسم الله عليه فإن للشيطان فيه نصيب.
وفي هذه الأحاديث فقه كثير.
عن حذيفة قال كنا إذا دعينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام كففنا أيدينا حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فدعينا إلى طعام فجاء أعرابي كأنما يطرد حتى أهوى بيده فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فأجلسه ثم جاءت جارية كأنها تطرد حتى أهوت بيدها فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها فأجلسها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أعييناه ألا نذكر اسم الله جاء بهذا الأعرابي ليستحل به طعامنا فأخذت بيده فأجلسته ثم جاء بهذه الجارية ليستحل بها طعامنا فأخذت بيدها فأجلستها فوالذي نفسى بيده إن يده لفي يدي مع يدها ثم سمى وأكل.
وأيضا عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان يستحل الطعام إذا لم يذكر اسم الله عليه.
قاعدة علاجية في البخورات.
كل مادة سامة سواءا نباتية أو غير ذلك فهي مضرة للشياطين وتؤذيهم.
والكثير من المواد السمية تزداد قوة مع الحرق بسبب التأكسد.
وبغض النظر عن رائحة هذه المادة فقد تكون طيبة وقد تكون غير ذلك.
الكافور
المسك
الريحان
هل هذه المواد تسبب أذى للشيطان؟
نعم وبقوة.....وكلها تحمل مواد سمية وتؤذي بأي شكل كانت سواءا دهان مثل المسك والكافور أو تشم أو تخلط في بخور.
والريحان يشرب ويشم ويدهن بزيته ومستحلبه ومفيد.
هل يؤكل ويشرب المسك والكافور؟
الأفضل أن تستخدم كدهان وشم ولايفرط فيها فلها محاذير مثل باقي الأعشاب.
مالذي يشبهها من غيرها؟
صمغ الجاوي لايؤكل بل هو بخور فقط ولايصلح لغير ذلك ويؤذي الجن.
الورد مؤذي للجن باي صفة أستخدم بخورا وغيره وهو من الأدوية القوية.
البنفسج مؤذي جدا وباي صفة كان وهو يشبه السدر في فعله.
هناك بخورات تشفي الجروح وتطهر الجو من الأوبئة وتضاد عمل الجان في الأبدان وقد إستخدمت قرونا كثيرة ولاتزال عند الكثير من الأمم.
وعمل البخورات يضيق على الجان من جهة ويضاد بعض افعاله من جهة أحيانا.
صمغ الأنجذان (الحلتيت) مؤذي للجن شرابا وشما وبخورا ويفيد الإنسان في أشياء أخرى غير الأمراض الروحية.
عين العفريت سامة جدا ولاتؤكل أبدا والبخور بها يؤذي الجن بقوة.
الفارعة سامة وتؤذي الجن بخورا.
العنبر سام ويؤذي بخورا وأكلا ودهانا. وفيه خام للأكل غير الزيت.
السذاب رائحته جميله ومهدئة للتوتر شما ولكنها سامة وتؤذي بأي صفة إستخدمت سواءا مستحلبا أو دهانا أو بخورا أو شرابا ولكن بضوابط.
البعيثران ساما وينفع بأي صفة ولكن لايؤكل.
الخزامى مؤذية للجن بأي صفة كانت وهي ذات رائحة طيبة جدا.
الأظفار مؤذية جدا للجن بخورا وهي سمية ورائحتها طيبة.
وهناك مواد مؤذية للشيطان وليست لها رائحة.
الغار يؤذي باي صفة كان مسحا بمستحلبه ودهانا بزيته وبخورا بورقه وشرابا من مستحلب الاوراق.
السدر مؤذي بأي صفة كان شربا وغسولا وبخورا بورقه وهو قابض جدا بعكس الغار.
شجرة الزيتون بأي صفة كانت زيتا وبخورا بورقها وشربا لمستحلبها وهي مجففة.
الرمان مؤذية للجن وخاصة ورقها وزهرها وشحم ثمرتها والبخور بها مؤذي.
هل الجن تتغذى على البخورات؟
يقال ذلك..
ولانقول خطأ ولانقول صحيح ولكن هنا أمور يجب أن تفهم بدقة.
الأرواح والأنفس سواءا كانت ملائكية أو إنسية أو شيطانية لها خصائص تختلف عن بعضها ولايستطيع أحد أن يغور في تفاصيل كثيرة إلا بمعين الشرع.
والكلام هنا عن الأرواح وليس الأجساد.
فالأجساد كما نرى في أنفسنا لايصلحها إلا الطعام والشراب ولاتستفيد الأرواح من الطعام لكي تصلح أو تفسد بل ربما كثرة الطعام تفسد الروح.
وهذه الأرواح لها غذاء وغذائها ذكر الله وماوالاه وتقوى بذلك وتكون رائحتها طيبة وتضعف بتركه وتصبح رائحتها خبيثة بترك الطاعات وإتيان المعاصي وهذا على حقيقته وليس تهيئات وقد ورد في الشريعة مثل هذا المعنى.
وكل طاعة تجعل الروح طيبة الرائحة وتزكوا وكذلك ماورد إستحبابه مثل الطيب فهو لاشك نافع للروح وإلا لكان الشارع منع منه ونهى.
ويدخل في هذا المباح الذي لم يحرمه الشرع ولم يندرج تحت قياس صحيح بالمنع مثل الدواء فأصله التجربة والمعرفة.
نرجع للطيب مثل المسك والريحان فهي مغذية للروح بلاشك وتزيد قوة الروح وتؤذي الشياطين ليس برائحتها ولكن بمادتها التى لاتخلو من مادة سامة مؤثرة على الشياطين. ولا يمنع هذا ايضا أن تستفيد منها الشياطين ولكن يمنعها السمية الموجودة في هذه المواد.
ومثل هذا الطعام والشراب فهو قوام الجسم ولايمنع الشيطان منه إلا التسمية ولايمنع الأكل والشرب أو بعضه من أجل أن الشيطان من الممكن أن يستفيد منه.
والعود الهندي تحبه الجن بقوة وكذلك الإنس.
وروائح خلاصات الفواكه تحبها جدا الجن والإنس أيضا.
وهذه ربما تحبها لضعف المواد السمية فيه أو لعدم وجودها في الأصل.
وهناك بعض المواد أصلها كيميائي ولها روائح طيبة وهي سامة جدا وقاتلة وهناك رائحة تنتج من بعض مركبات الرصاص العضوية وتشبه التفاح ولكنها قاتلة وسمية بدرجة عالية إلى درجة أن لاينجو من تسمم بالشم منها من الموت.
وغيرها كثير من المواد مثل التي تشبه ريح العطور وهي كيميائية الاصل والتركيب وخامتها الاصلية ليست نباتية وسامة.
ولايلزم من العطور أن تكون نباتية الأصل.
نرجع إلى البخور هل يطلق عليه أنه من الطيب أو باب العلاج؟
كان ابن عمر إذا استجمر بالألوة، غير مطراة. وبكافور يطرحه مع الألوة. ثم قال : هكذا كان يستجمر رسول صلى الله عليه وسلم.
قد يكون طيبا وكان السلف من النساء يستعملونه بعد الطهر من الحيض وخاصة القسط والأظفار.
والعلاج بالبخور باب واسع وافضل فائدة كانت له عندما تنتشر الأوبئة مثل الطواعين والأمراض المعدية ويستخدم لتجفيف النواصير.
نأتي على البخورات التي تستخدم عند المشعوذين والسحرة.
هل هي لغذاء الجن أو تقويتهم أو لمحبتهم لها؟
تقدم الكلام على بعضها ونأتي على الباقي.
الشياطين ليست نوعا واحدا بل هم فئات كثيرة ولايحصيهم إلا الله سبحانه وتعالى.
والسحرة والمشعوذين لهم طرق إتصال بهؤلاء الشياطين وتختلف الطقوس التي تؤدى من نوع إلى آخر من قبائل واصناف الشياطين.
والبخورات تستخدم بطريقتين مختلفتين. فإما تكون طيبة وإما تكون خبيثة في الطقس السحري.
وهذه لها معاني فالجن في تعاملهم مع السحرة والمشعوذين لهم أساليب لاتخلوا من الطعن في الدين والتهكم وإختراع الطرق الغريبة لمنعهم من كشف أسرارهم الحقيقية التى يتعاملون بها بينهم بين.
ومن هذه الأمور الرمز فهو مستخدم بكثرة في هذه الإتصالات بين شياطين الإنس وشياطين الجن.
فهم يستخدمون البخور كلغة فالشر بخور ذو رائحة خبيثة مثل الأسحار ذات الهدف السيء مثل الفرقة والمرض والربط والنزيف والطيب ذو رائحة طيبة مثل عمل الحروزات وإستحضارهم لما يسمى سحر أبيض يقصدون به العلاج من السحر السيء وهي في الحقيقة كلها خبيثة.
ويستخدمون القرآن كلغة تفاهم إمتهانا له بدل اللغة العادية وبإمكانهم فعل ذلك ويصرفون معنى الآية بغير معناها الحقيقي أو الأخذ بظاهرها مثل الأوامر والنواهي.
ويستخدمون عظام الموتى كلغة مثل أن يكون الأمر أبديا.
ويستخدمون بعض الحيوانات والحشرات واجزائها كلغة مثل التسمم والاذى.
ويستخدمون بعض الأمور الطبيعية كلغة مثل هبوب الهواء وجريان الماء.
والشياطين لكل قبيلة منهم أنواع من البخور فلايستخدم إلا لهم من أجل ذلك تستخدم أنواع كثيرة من البخورات.
الخلاصة أن الشياطين تحب كما تحب الإنس وقد يختلف بعض الجن عن بعض لإختلافهم كما ورد في الحديث.
والرائحة الخبيثة تكرهها الشياطين ويكرهها الإنس ولايلزم من فساد قلوبهم وأرواحهم حبهم لها أو كراهتم لها وكذلك كفرة الإنس يحبون الرائحة الطيبة مع
خبث أنفسهم.
ويحبون من الأطعمة مايحب إبن آدم ولايمنعهم إلا التسمية.
والشياطين لاتتغذى على البخورات كما أن الإنس لاتتغذى عليها ولكنها تقوى النفس وتفرحها وقد يكون هذا حتى للشياطين كما الملائكة تحب الطيب وتتأذى من مما يتأذى منه إبن آدم.
والشياطين في طبائعهم أقرب للإنس من الملائكة وإن كان هناك إشتراك في الكثير من الخصائص بينهم جميعا.
فإن كانت الملائكة لاتأكل ولاتشرب ولاتنكح فالجن والإنس يفعلون ومكلفون برسالة واحدة ويموتون وطبعهم متقارب.
وقد يكون من الشياطين من هو أقرب إلى صفات الملائكة من الإنس وقد ذكر وهب ابن منبه أن خالص الجن لايأكلون ولايشربون ولكن لاأعلم عن نفسي أصل له من السنة يثبته أو ينفيه.
وخلاصة الكلام على الأعشاب كبخور وكرائحة طيبة أو غيرها أن نقول ماثبت نفعه كعلاج وعلمنا مادته وتواترت تجربته فلا يمنع لقول قائل بل يبقى من الحلال الذي لايجرؤ أحد على تحريمه.
ويبقى السؤال الأخير
هل البخورات تكفي كعلاج؟
لاتكفي بل هي تعين فقط وتخفف الأعراض في مرحلة العلاج وبعضها يوقف كيد الجن والتطاول الذي يزيد عن حده أحيانا خاصة الذي يكون من تحت الثياب.
تعليقات
إرسال تعليق