شيخ يفك السحر في مكه
ماذا تعرف عن السحر الأبيض؟ السحر الأبيض؟
أحبتي حقيقة لا يوجد سحر أبيض ، فالسحر كله أسود وكفر وشر وظلام..
وتلك التصانيف للسحر أسود وأبيض وضعها السحرة أنفسهم في كتبهم الكفرية ومصنفاتهم الخبيثة الشيطانية و يقصدون بها :السحر الأسود: ما كان لأعمال الشر والفساد والإفساد من قتل وانتقام وتفريق وأذية ، و يقولون أن الاعتماد في هذا النوع قائم على الشياطين والمردة وشرار الجن.
السحر الأبيض : ما كان لأعمال الخير من الحب والتآلف وجلب الرزق والحبيب والضالة والعلاج ، ويقولون أن الاعتماد على هذا النوع قائم على صالحي الجن ومؤمنيهم أو على الملائكة.
وهذا كله كذب فالسحر كله قائم على الكفر بالله ، ولا يوجد منه ولا فيه خير أبدا وهو قائم على الشياطين وعبادتها وطاعتها وأما الملائكة وصالحي الجن فهم منه براء..
وتأملوا: كيف حكم الله على كفره وكفر متعلمه بدون تفصيل ، قال سبحانه ((واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر)) وتأملوا كيف نسبه وتعليمه للشياطين ، بل وحكم الله أنه كل ضرر ليس فيه خير ومنفعة ((ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم )) وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام ( ليس منا من سحر أو سحر له) أي من فعل السحر أو طلبه من غيره ، وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام (من أتى عرافا ــ في رواية أو كاهنا أو ساحرا ــ فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)..
وهذه التسمية خاصة (السحر الأبيض) منتشرة عند السحرة ، إما جهلا أو قصدا :
جهلا : من بعض السحرة الذين يعتقدون أن هناك سحرا ليس محرما وهو الذي لأعمال الخير ــ كما تقدم ــ وهذا المفهوم منتشر عند جهلة السحرة الذي تتلاعب بهم الشياطين وهم يظنونهم جنا صالحين أو ملائكة مسخرين ، وهم في الحقيقة وقعوا في الكفر علموا أو لم يعلموا لأن السحر أي سحر لا يكون إلا بالكفر بالله وصرف نوع من أنواع العبودية لغيره جل وعلا ، وقد حكم رسول الله عليه الصلاة والسلام بالشرك على نوع من أنواع سحر الأبيض كما يسمونه وهو سحر المحبة (العطف) قال عليه الصلاة والسلام ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك) والتولة هي سحر المحبة.
وأما قصدا : بقصد التلبيس والتدليس على الناس وتهوين السحر في أعينهم ، فكما يكذبون ويزعمون ليس كل سحر شر أو كفر ، بل يصرحون بذلك وينشرونه بين الناس وهم في الحقيقة يعلمون ويعملون خلاف ذلك ، وأنهم يكفرون بالله صباح مساء ، وأمام الناس هو الأخيار الفضلاء الذي يساعدون الناس وينشرون الخير بينهم..
من أجمل ما قرأت في هذا الباب:
كان هناك رجل اشتهر بين الناس بصلاحه وصلاته وأوراده وأذكاره وكان الناس يأتون إليه بمرضاهم ، أو يسألونه عن مفقوداتهم وضالاتهم ، فمات فأراد ابنه أن يأخذ مكانه ليظفر بمكانته ، فمنعته أمه فأصر عليها لما كان يرى لأبيه من وجاهة ومكاسب معنوية ومادية بين الناس ، فلما رأت الأم إصرار ابنها أخذت بيده وأدخلته غرفة منزوية مقفلة في آخر البيت ، ففتحت له الباب وأوقفته أمام دولاب قديم مقفل بإحكام ففتحت له فإذ به يفاجأ بصنم أمامه ، فقالت الأم :
يا ولدي إن الشياطين كانت لا تخدم أباك ولا تحقق له ما يريد حتى يسجد لهذا الصنم..
نسأل الله العفو والعافية ، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة..
بارك ربي فيكم وعليكم ولكم.
تعليقات
إرسال تعليق