المس العاشق حقائق واسرار
المس العاشق حالة تتكرر كثيرا مع الرقاة والمعالجين بمشاهد مختلفة ، منها مايقتصر فيه الأذى على نظرة إعجاب من العاشق ، ومنها مايمتد ضرره إلى الإعتداء على المصاب جنسيا في حال بين النوم واليقظة أو في أثناء النوم العميق ، وقد يحصل في بعض الحالات المتقدمة جدا أن يكون اعتداء العاشق في اليقظة التامة .
لن أتحدث معكم عن نتائج المس العاشق ولا عن كيفية العلاج منها ( فهذا سيتم طرحه لاحقا بإذن الله ) ولكنِّ حديثي معكم سيقتصر على الأسباب المؤديه إلى المس العاشق .
وقد يحصل المس العاشق إما لتفريط في طاعة أو ضياع للتحصينات التي يتحصن بها المسلم ، أو بُعد عن كتاب الله تعالى وذكره فيتسلط جند الشيطان على الإنس اعتداءً واستمتاعا وتنكيلاً ، وقد يكون الجان تلبس بالجسد لغير العشق ثم تحول بعد ذلك إلى عاشق .
كما تجدر الإشارة إلى أن هنالك بعض الأخطاء السلوكية التي يقوم بها من ابُتُلي بالعشق ، وهذه الأسباب تجعل العاشق أكثر تمكنا داخل البدن ، فإليكم الأسباب :
1- ممارسة العادة السرية أو سائر أنواع المتع الجنسية المحرمة .
2 - بعض الممارسات الخاطئة في قصور الأفراح والتي تكون فيها الفتاة بملابس دون مستوى الحشمة ، وما قد يصحب ذلك من موسيقى ورقص وغير ذلك .
3- النظر إلى المرآة بإعجاب بملابس خفيفة أو جذابة أو بدون ملابس.
4 - مشاهدة الأفلام الإباحية ، أو سائر الأفلام الأخرى التي تُسْهِمُ في تسعير الشهوات .
5 - تخيل الشاب أو الفتاة أنها في وضع ممارسة للجنس، وقد يصل هذا التخيل إلى ذروة المتعة .
6 - المُكث في الحمام فترات طويلة .
7 - النوم بدون ملابس داخلية .
ولعل فيما ذكرته أعلاه إشارة إلى أن بعض المتع المحرمة يقترن فيها المس العاشق بمعشوقه فيتلذذ بأنواع المتع التي يتلذذ بها معشوقه ، أما المتعة الحلال التي تكون مصحوبة بذكر اسم الله كأن يفضي الرجل إلى زوجته ذاكرا اسم الله ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا ) فإن هذا يُضَيَّق على العاشق ، وهذه التسمية لاتكون عقلا ولا شرعا إلا فيما أحل الله .
وقد ينتبه صاحب الجسد المصاب إلى أن جسده أصبح محتلا من العاشق ويبدأ في طرق أبواب العلاج والتردد على الرقاة وتطبيق البرامج العلاجية ، بل ويبدأ في العودة إلى التحصينات والأذكار غير أن كل هذه الجهود تذهب أدراج الرياح إذا كانت تُبذل في نفس الوقت الذي يتمسك فيه المريض بالوقوع في الأخطاء السلوكية التي أدت إلى تمكن العاشق داخل البدن ، وهذا يعني أن من كان هذا حاله فقد جمع بين عوامل البناء وعوامل الهدم ، فأنى لبنيانه أن يكتمل !!
وهذا مثل سأضربه لكل مصاب لّعلّّه يجد فيه ضالته المنشودة :
لديك أرض أردت أن تقيم حولها سورا فأتيت بالعمال والذين شرعوا في البناء حال حضورهم ، حتى إذا انتهى أحد جوانب السور وبدأ البناء يرتفع في الجانب الآخر ، عندئذ وقبل أن يكتمل بناء السور أتيت بعمال آخرين ليهدموا هذا السور .....
وجدَّ كل فريق في عمله ....
فمن أتيت بهم للبناء يعملون بكل قوتهم ليكتمل بناء السور ...
ومن أتيت بهم للهدم يعملون بكل قوتهم لكي لايكون للسور قائمة .
والسؤال : متى سيكتمل بناء السور ؟؟؟
والجواب : لن يكتمل بناء السور حتى يتوقف أهل الهدم عن هدمهم .
وأقول لكل مصاب قد تمكن العاشق من جسده واجتهد في العلاج غاية الاجتهاد ...... توقف عن عوامل الهدم ( السلوكيات التي أدت إلى تمكن العاشق في البدن ) وأقول أيضا ( كفى تفريطا في جنب الله ) وستبصر الفرج بإذن الله بعينيك وسيغير الله حالك بفضله وكرمه إلى الحال الذي تُحب .
وأريد أن أختم هذا الكلام بقصة فتاة جمعت بين عوامل الهدم والبناء بين الخير والشر فإليكم القصة :
هذه فتاة تبلغ من العمر تسعة عشر عاما هاتفتني شاكية من أعراض متعددة في بدنها وقد وصلت إلى مرحلة كاد عقلها أن يطير ، أخذتُ كامل شكايتها وعدت إلى أهلها لأسئلهم عما يعرفونه عن وضعها ، فكان المس العاشق هو العرض الظاهر على حالها ، تكلمت معها بصيغ العموم عن الأسباب التي تؤدي إلى تمكن المس العاشق في البدن ، بدأت تستخدم العلاج ويسر الله لها خروج الأذى من بدنها ، بدأت تسير الأمور على نحو جيد حتى أوشكت على الشفاء التام وانقطع الأذى الذي يخرج من بدنها ، وما هي إلا أسابيع قليلة حتى إرتدت حالتها أسوأ من ذي قبل ، فكررت علاجها ومضى حالها على خير ثم عادت لي بعد أسابيع في حالة انتكاسة للمرة الثالثة ... وهنا قلت لها أعتذر عن المواصلة معكم ودفعت لها برقم معالج آخر لكي تواصل معه رحلتها العلاجية ، فأبت إلا أن تواصل معي ، عندها دار بينا الحوار التالي :
قلت : ماهو الخطأ الذي تقومين به في كل مره والذي يسبب انتكاسة حالك أشد من الأول ؟
قالت : لاشيء .
قلت : أتذكرين الأخطاء السلوكية التي تحدثت معك عنها والتي أخبرتك أنها تُمكن العاشق داخل البدن .
قالت : نعم .
قلت : وما هو خطئك ؟
قالت : ان يكن من خطأ فهو التأخر في الحمام .
قلت : وكم المدة التي تمكثينها في الحمام ؟
قالت : ثلاث ساعات يوميا .
قلت : وأهلك لاينكرون عليك استمرارك في الحمام طيلة هذه المدة .
قالت : انتظر حتى ينام الجميع .
قلت : وماذا تصنعين في هذا الوقت الطويل ؟
قالت : اغتسل وأسرح شعري ... و.... و...
قلت : وماذا بعد ؟ اغتسلت وسرحت شعرك وانتهينا ..... فماذا تفعلين بقية الوقت ؟
هنا توقفت عن الكلام ، وهممت أن أنهي المكالمة لأني علمت أن الكلام قد يكون مخجلا لدرجة أنها لن تستطيع أن تتحدث
قلت : طالما أنك لاتستطيعين مواصلة الحديث معي عن خطئك السلوكي ، فعليك البحث عن أخصائية اجتماعية لعلك تتحدثين معها بشكل أوضح ولعل الله سبحانه وتعالى أن يكتب على يديها مالم يكتبه على يدي .
قالت : إن قلت لك ماذا أفعل فستحتقرني .
قلت : بل سأحترمك مهما كان نوع الخطأ الذي تفعلينه .
هنا بدأت تصف مشهدا يتكرر معها في كل ليلة منذ بلوغها إلى أن وصلت إلى التاسعة عشر من عمرها ، كان تنزع ملابسها وتلقي بنفسها على أرض الحمام ، وتتهيأ كتهيؤ المرأة لزوجها ، ثم يأتي عاشقها من الجان وهي في حالة اليقظة التامة فيخلُص منها إلى مايريد .
أُصبت بالدهشة وسكت للحظات
قلت : إنك تُقدمين على الفاحشة بكامل إرادتك ، في كل ليلة ، لقد أصبح جسدك محتلا ، فهل ترضين أن تفعلي فعلتك هذه مع الإنس .
قالت : لا ..... أعوذ بالله .
قلت : ومن أحل لك أن تفعلي هذا مع الجن !!! .... اتقي الله .
هنا طلبت منها أن تفر إلى الله لكي يؤيها إليه سبحانه وتعالى ويرضى عنها فيرضيها ، قلتُ لها انكسري بين يدي الله تائبة راكعة ساجدة قبل أن تُضيعي دنياك وآخرتك ، والحمد لله قد صلح حالها وطَهُر جسدها وأصبحت من أهل قيام الليل ، والتحقت بدار تحفيظ القرآن الكريم .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتم عليها حفظ كتابه العزيز وأن يثبتها على الخير وأن يقيها شر مصارع السوء .
تعليقات
إرسال تعليق