أصناف الجن وحضورهم وطرق تعذيبهم
ماهي اصناف الجن حسب دياناتهم وماهي علامات حضورهم وطرق تعذيبهم كل هذا واكثر تجدونه في هذة المقالة .
ماهي انواع الجن حسب الشريعة الاسلامية
الثعبان الجني في الجسد
الجن ثلاثة أصناف : فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف
حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) الحديث أخرجه ابن حبان والحاكم
وأورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 365
ومن هذه الأصناف الثلاثة الجن الصالح والشيطان والمارد والمريد
والعفريت ، يقول تعالى: في سورة الصافات :} وَحِفْظاً مّن كُلّ
شَيْطَانٍ مّارِد { ، وفي سورة الحج: } وَمِنَ النّاسِ مَن يُجَادِلُ
فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتّبِعُ كُلّ شَيْطَانٍ مّرِيدٍ{، وفي
سورة النمل: } قَالَ عِفْرِيتٌ مّن الْجِنّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ
أَن تَقُومَ مِن مّقَامِكَ وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِينٌ {، ومنهم
الطيار كما ورد في الحديث ، ومنهم الغواص كما قال الله تعالى في سورة ص
} وَالشّيَاطِينَ كُلّ بَنّآءٍ وَغَوّاصٍ {" . ومن الجن من دينه الإسلام ومنهم الكافر اليهودي والنصراني والمجوسي وباقي الديانات
>الأخرى يقول تعالى في سورة الجن : }وَأَنّا مِنّا الصّالِحُونَ وَمِنّا
>دُونَ ذَلِكَ كُنّا طَرَآئِقَ قِدَداً{ ويقول:} وَأَنّا مِنّا
>الْمُسْلِمُونَ وَمِنّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ
>تَحَرّوْاْ رَشَداً{ ، فمنهم العاقل الذكي ومنهم المغفل الغبي ، يقول
>تعالى :} وَمَا مِن دَآبّةٍ فِي الأرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ
>بِجَنَاحَيْهِ إِلاّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ
>مِن شَيْءٍ ثُمّ إِلَىَ رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ {[الأنعام: 38] >
>والجن الطيار هو نوع من أنواع الجن الطيارة في الهواء كما تطير الطير
>في السـماء يقطع المسافات بسرعة عالية والبعض يسميه الريحاني نسبة
>للريح ، وهذا النوع من الجن إذا تلبس الإنسي تجده لا يثبت في الجسد وله
>خفة في الحركة وهو في الغالب شرس الطبع ومع ذلك تجده يهرب من جسد
>المصاب إذا شعر بالخطر ما لم يكون مربوطا بسحر أو عين ، وهنا تكمن
>الصعوبة في التعامل مع هذا النوع فتجد بعض الرقاة يربط أصابع المصاب
>الأربعة والبعض يربط الأصابع العشرة بغية حبس الجني وعدم تمكينه من
>الهرب ، ولعل هذه الطريقة أخذت من كتاب لقط المرجان في أحكام الجان
>لسيوطي نقلا عن كتاب " العرائس " لابن الجوزي أن بعض طلبة العلم سافر
>فرافق شخصا في الطريق ، فلما كان قريبا من المدينة التي قصدها قال له:
>صار لي عليك حق وزمام ، أنا رجل من الجان ولي إليك حاجة . قال : ما هي
>؟ قال : إذا أتيت بمكان كذا فإنك تجد فيه دجاجا بينهن ديك أبيض، فاسأل
>عن صاحبه ، واشتره واذبحه. قلت: يا أخي ، وأنا أيضا أسألك حاجة . قال:
>ما هي؟ قال : إذا كان الشيطان مارداً لا تعمل فيه العزائم وألح بالآدمي
>، ما دواؤه ؟.
>
>قال : يؤخذ له وتر جلد يحمور ، فيشد به إبهاما المصاب من يديه شدا
>وثيقا ، ويؤخذ من دهن السذاب البري ، فيقطر في أنفه : الأيمن أربعا ،
>والأيسر ثلاثا ، فإن السالك له يموت ولا يعود إليه أحد بعده .
>
>قال : فلما دخلت المدينة، أتيت إلى ذلك المكان فوجدت الديك لعجوز،
>فسألتها بيعه فأبت ، فاشتريته بأضعاف ثمنه ، فلما اشتريته تمثل لي من
>بعيد ، وقال بالإشارة اذبحه . فذبحته ، فخرج غد ذلك اليوم رجال ونساء
>يضربن في الدف ، ويقولون لي : يا ساحر . قلت : لست بساحر . فقالوا :
>إنك منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندنا بجني .
>
>فطلبت منهم وتراً من جلد يحمور ، ودهن السذاب البري ، فلما فعلت به
>ذلك، صاح وقال : إنما علمتك على نفسي ، ثم قطرت في أنفه الدهن ، فخر
>ميتا من ساعته، وشفى الله تعالى تلك المرأة ولم يعاودها بعده شيطان .
>
>وعلى العموم هذه الطريقة صحيحة ومجربة ولكن ليس مع جميع أنواع الجن
>فالمردة والعفاريت قد يخرجون من منافذ غير الإبـهامات ، وربما خرج من
>عين المصاب أو بطنه أو أذنه فيتلف العضو خلال خروجه ، فنيبغي عدم العمل
>بهذه الطريقة ويمكن حبس الجني بقراءة قوله تعالى : } وَجَعَلْنَا مِن
>بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ
>فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ{[ يس:9] ، على المصاب بنية حبس الجني فلا
>يستطيع الهرب بإذن الله تعالى .
>
>والجن والله أعلم على اختلاف أصنافهم ومراتبهم ودياناتهم يقترنون
>بالإنسان ولكن من خلال المتابعة لكثير من الحالات تبين أن غالبية
>الشياطين التي تقترن بالإنس من اليهود والذين أشركوا ، يقول الله
>سبحانه تعالى:} لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ
>آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ {[ المائدة:82] . والشيطان
>المقترن بالإنسان يتأثر كثيراً بما يلي:
>
>1- عند الدعاء عليه .
>
>2- قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها سبب دخوله في جسد المصاب ( سحر،
>حسد ، عشق ، ظلم ) .
>
>3- قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها أثر فعله في المصاب . فلو كان
>الجني يؤثر على المصاب بالتفريق تقرأ عليه آيات التأليف ، إذا كان
>الجني يؤثر على المصاب بالضيق تقرأ عليه آيات الإنشراح .. الخ .
>
>4- قراءة الآيات التي تمثل خِلقَته ( طائر ، كلب ، حية ) انظر باب
>تذكرة الإخوان.
>
>5- قراءة الآيات التي تخاطب الشياطين والظالمين والمجرمين وما أعده
>الله لهم من عذاب النار والأغلال والسلاسل والزقوم .
>
>6- رشه بالماء المقروء عليه الرقية وقت الرقية ، ويتأثر الشيطان من
>الماء وقت الرقية ولو لم يقرأ على الماء خصوصا إذا كان الماء بارداً ،
>وتأثره وقت الرقية أشد بسبب حضوره الكلي أو الجزئي .
>
>7 - أغلب الجن تتأثر عند التعيين في الدعاء ، فلو كان سحراً وحدد في
>الدعاء نوع السحر ومكان السحر وبلد الساحر لتأثر الجني ، ولو كان
>التلبس بسبب الحسد وعُين سبب الحسد في الدعاء لتأثر الجني .
>
>8- قراءة الآيات التي تذكر ديانته ومعتقده .
>
>يمكن معرفة ديانة ومعتقد الجان المقترن من خلال المعطيات والأحلام
>والرقية ، فالذي به جن مسلم يقول لك إنني كثيراً ما استيقظ قبيل الفجر
>أو كثيراً ما اسمع الآذان او يقول لك اني كثيراً ما احلم انني اقرأ
>القرآن او يقول لك إنني أتعب عندما أسمع الغناء أو أتضايق عندما أكون
>مع إنسان به جن كافر ... الخ ، والذي به جن نصراني أو يهودي أو كافر
>تجده في نفور عن الطاعات ويحلم بالكنائس ويسمع اصوات النواقيس ويرى
>الصلبان والقساوسة ، أو يرى رجالاً على رؤسهم قبعات ولهم شعور طويله
>وظفائر تدله أنهم يهود ، وغالب من به جن كافر تراوده شكوك في عقيدته
>ووساوس في صلاته ، وينزعج عندما يسمع الآيات التي تخاطب الكفار من
>اليهود او النصارى ، جاء في سنن أبي داوود عن ابنِ عَبّاسٍ أنه قال:
>جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النّبيّ e فقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنّ أَحَدَنَا
>يَجِدُ في نَفْسِهِ يُعَرّضُ بالشّيْءِ لأنْ يَكُونَ حُمَمَةَ أَحَبّ
>إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلّمَ بِهِ. فقَال: الله أَكْبَرُ الله
>أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الْحَمْدُ لله الّذِي رَدّ كَيْدَهُ إِلى
>الْوَسْوَسةِ. قالَ ابنُ قُدَامَةَ: رَدّ أَمْرَهُ مكَانَ رَدّ
>كَيْدَهُ.
الحكمة في التعامل مع الجن والشياطين:
>
>يقول الحكماء: " إن آفة القوة استضعاف الخصم " ، ويقولون: " النظر في
>العواقب نجاة " ، ويقولون: " لا تقع بالعدو قبل القُدْرة " . يقول ابن
>القيم :وللشجاعة حد، متى جاوزته صار تهوراً ، ومتى نقصت عنه صار جبناً
>وخوراً ، وحدُها الإقدام في موضع الإقدام والإحجام في موضع الإحجام ،
>كما قال معاوية لعمر بن العاص : أعياني أن أعرف أشجاعاً أنت أم جباناً
>، تُقدِم حتى أقول مِن أشجع الناس ، وتجبن حتى أقول من أجبن الناس ،
>فقال:
>
>فإن لم تكن لي فرصة فجبان شجاع إذا أمكنتني فرصةٌ
>
>ويقول الشاعر :
>
>وإنْ كان في ساعديه قِصرْ فـلا تحقرن عدوا رماك
>
>وتعجز عما تنال الإبــرْ فإن السيوف تحز الرقاب
>
>يقول ابن القيم في الطب النبوي : الطبيب الحاذق يراعي في علاجه عشرين
>أمرا منها : قوة المريض وهل هي مقاومة للمرض ، أم أضعف منه ؟ فان كانت
>مقاومة للمرض ، مستظهرة عليه ، تركها والمرض ، ولم يحرك بالدواء ساكنا
>.
>
>ومنها ألا يكون كل قصده إزالة تلك العلة فقط ، بل إزالتها على وجه يأمن
>معه حدوث علة أصعب منها ، فمتى كانت إزالتها لا يأمن معها حدوث علة
>اخرى أصعب منها ، ابقاها على حالها ، وتلطيفها هو الواجب.
>
>ومنها أن ينظر في العلة ، هل هي مما يمكن علاجها أم لا ؟ فان لم يمكن
>علاجها ، حفظ صناعته وحرمته ، ولا يحمله الطمع على علاج لا يفيد شيئا ،
>وإن أمكن علاجها ، نظر هل يمكن زوالها أم لا ؟ فان علم أنه لا يمكن
>زوالها ، نظر هل يمكن تخفيفها وتقليلها أم لا ؟ فان لم يمكن تقليلها ،
>ورأى أن غاية الإمكان إيقافها وقطع زيادتها ، قصد بالعلاج ذلك .
>
>و ملاك أمر الطبيب أن يجعل علاجه وتدبيره دائرا على ستة أركان : حفظ
>الصحة الموجودة ، ورد الصحة المفقودة بحسب الامكان ، وازالة العلة أو
>تقليلها بحسب الإمكان ، واحتمال ادنى المفسدتين لازالة اعظمهما ،
>وتفويت ادنى المصلحتين لتحصيل أعظمهما ، فعلى هذه الأصول الستة مدار
>العلاج. أ.هـ.
>
>ولا يوجد فيما أعلم أن هناك قاعدة ثابتة في التعامل مع الجن ، حيث أن
>الجن لا يختلفون كثيراً عن الإنس من ناحية العقل والتميز والتكليف ،
>فمنهم الكبير ومنهم الصغير ، ومنهم العاقل ومنهم الغبي الأحمق ، ومنهم
>الذكر ومنهم الأنثى ، ومنهم لين القلب ومنهم الجبار العنيد ، ومنهم
>القوي ومنهم الضعيف ، ومنهم المسلم العاصي ومنهم الكافر والملحد ،
>ومنهم المعلن عن نفسه ومنهم المسر ، ومنهم من يحضر ويتكلم ويحاور
>ويجادل ومنهم من لا يقبل الحوار ولا النقاش بل منهم من لا يتكلم البتة
>، ومنهم من يمْكِنَهُ الحضور ( حضوراً كاملا ) على جسد الممسوس ويشتم
>ويعارك ويسافر ويأكل ويشرب … الخ ، ومنهم من اقترن بسبب العين ومنهم من
>اقترن بسبب السحر ومنهم من اقترن بسبب العشق ، ومنهم من يتأثر من
>العزائم والرقى ومنهم لا يتأثر تأثرا بينا في البداية ، ومنهم من يتأثر
>بالأعشاب والأبخرة ومنهم من لا يتأثر منها كثيراً .
>
>وبما أن الجن لا يمكن رؤيتهم فيكون من الصعب الكشف عن شخصية الجان
>الصارع ، وحتى تتجلى للراقي هذه الشخصية فإنه يحتاج إلى عدة جلسات مع
>ملاحظة دقيقة لحركات وألفاظ الجان ، فإذا ما تجلت شخصية الجان للراقي
>سهل التعامل معه وذلك من خلال التعرف على نقاط ضعفه .
>
>وعند التعامل مع الشياطين المتفلتة ينبغي على الراقي قبل أن يقدم على
>محاربة الشيطان المتحصن في جسد المريض أن يتعرف على حالة المريض
>النفسية والبدنية والدينية والأسرية والإجتماعية ومدى تحمله لتبعات
>القراءة والعلاج بالأعشاب والمداومة عليها.
>
>فإن لم يكن بالمستطاع قهر الجان المتفلت وإخراجه صاغراً وكان بالإمكان
>مصانعته واستدراجه بالتي هي أحسن حتى يخرج من جسد المريض فذلك أولى من
>استثارته ، وليترك أمره وعقوبته لله فإن الله سبحانه وتعالى يقول :}
>ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه
>الأبصار{ ، يقول الشاعر:
>
>وصمم إذا أيقنت أنك عاقره وقارب إذا لم تكن لك حيلة
>
>أما ما يفعله بعض الرقاة في هذه الأيام من إبراز العضلات وتحدي
>الشياطين مع كل الحالات ، دونما مراعاة لما يترتب عليه هذا الفعل من
>آثار سيئة على بعض المرضى فإنه فعل خاطيء ينبغي التنبيه عليه ، فإن
>الشياطين لهم عقول ولهم إدراك وإحساس ، وهم أكثر عناداً من بني آدم ،
>ولهم ردود فعل عندما يستثارون ربما أودت بحياة المريض وما دون الموت من
>العذاب فهو أحرى ، وأنصح الراقي عند تعامله مع الشياطين المتفلته بأن
>يختم رقيته بآيات وأدعية تشعر الجان الصارع بأنك لا تتحداه ولا تهدده ،
>ولا تظهر له العجز أو تشعره بأنك تهابه ، يقول أحد الحكماء: أشعروا
>قلوبكم الجرأة فإنها سبب الظفر ، وأكثروا من ذكر الضغائن فإنها تبعث
>على الإقدام ، كما أنصح الراقي بأن لا يتصل بالمريض ولا يتابع حالته
>بعد الرقية خصوصا إذا كانت فترة الجلسات متباعدة ، حتى لا يتفلت
>الشيطان على المريض ليغيظ الراقي .
>
>وينبغي على المعالج أن يتعامل مع كل حالة مس على حسب حال المريض ونوع
>الجان وسبب التلبس ، فإن التحدي واستثارة الجني الصارع بآيات العذاب أو
>بالأعشاب والكهرباء وغيرها من أساليب التعذيب يعرض المريض إلى أخطار
>عظيمة، فإن الشيطان لن يتردد في الفتك أو التفلت والانتقام من المريض ،
>فمن المحتمل أن يؤذيه ببعض الأضرار التالية :
>
>ï السهر وعدم القدرة على النوم لأيام .
>
>ï التسلط عليه في منامه بالأحلام المزعجة .
>
>ï الصداع الشديد .
>
>ï الوسوسة الشديدة التي سرعان ما تتحول إلى صداع وضيق وحزن وكئابة .
>
>ï التسلط عليه بالآلام الموجعة أو بضيق النفس .
>
>ï الوسوسة له بالانتحار ، أو التسبب في قتله .
>
>ï منع المريض من الأكل ( يجعله لا يشتهي الأكل ) .
>
>ï يعري المريض من ثيابه أمام المحارم وغير المحارم .
>
>ï منع المريض من الذهاب إلى العمل أو المدرسة ومنعه من القيام بواجباته
>اليومية.
>
>ï تعريض المريض للحوادث والمواقف المحرجة .
>
>ï صرف المريض عن الرقية .
>
>وهذا لا يعني أن يحبهم أو يركن لهم ويطيعهم في كل أمر ، بل يتعامل معهم
>على حسب الحال ، ويكون الراقي مع الشياطين بين الشدة واللين . يقول أبي
>الحسن الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين : وينبغي أن لا يكون بتأليف
>الأعداء لهم راكنا، وبهم واثقا ، بل يكون منهم على حذر ، ومن مكرهم على
>تحرز، فإن العداوة إذا استحكمت في الطباع صارت طبعا لا يستحيل ، وجبلة
>لا تزول ، وإنما يستكفي بالتأليف إظهارها ، ويستدفع به أضرارها .
>كالنار يستدفع بالماء إحراقها، ويستفاد به في إنضاجها ، وإن كانت محرقة
>بطبع لا يزول ، وجوهر لا يتغير . يقول الشاعر :وامْزحْ له إن المِزَاحَ
>وِفاقُ إذا عجزت عن العدو فداره
>
>تُعْطِي النضاج وطبعها الإحراقُ فالنارُ بالماء الذي هو ضدها
>يقول رَسُولُ اللَّهِ: الْحَرْبُ خَدْعَةٌ . رواه الشيخان ، ويقول الله
>سبحانه وتعالى:} لاّ يَتّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ
>أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ
>مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاّ أَن تَتّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً
>وَيُحَذّرْكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىَ اللّهِ الْمَصِيرُ{ [آل
>عمران:28] .
>
>يقول إبن كثير في تفسيره لهذه الآية : نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين
>أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون
>المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال تعالى: } وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ
>فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْء { أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد
>برىء من الله كما قال تعالى : }يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ
>تَتّخِذُواْ عَدُوّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ
>بِالْمَوَدّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مّنَ الْحَقّ
>يُخْرِجُونَ الرّسُولَ وَإِيّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ رَبّكُمْ
>إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَآءَ مَرْضَاتِي
>تُسِرّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدّةِ وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ
>أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلّ
>سَوَآءَ السّبِيلِ{ وقال تعالى: }يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ
>تَتّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
>أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مّبِيناً{
>وقال تعالى :} يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ
>وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن
>يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي
>الْقَوْمَ الظّالِمِينَ { . وقال سبحانه وتعالى بعد ذكر موالاة
>المؤمنين من المهاجرين والأنصار والأعراب: }وَالّذينَ كَفَرُواْ
>بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي
>الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ{ وقوله تعالى:} إِلاّ أَن تَتّقُواْ
>مِنْهُمْ تُقَاةً { أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن
>يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما ذكر البخاري عَنْ أَبِي
>الدَّرْدَاءِ أنه قال إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ
>قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ .
ومن علامة حضور الجن المسلم أنه يرفع يده ويشير بها الى السماء بإصبعه
>السبابه مع تدوير اليد أو يضم أصابعه إلا السبابة وكأنه يتشهد ، أو أنه
>يتلفظ ويقول لا إله الا الله .
>
>حرق الجني اليهودي : قبل حرق الجني اليهودي ندعوه إلى الإسلام حتى نقيم
>عليه الحجة ، فإن أصر على الكفر يطلب منه الخروج من جسد المصاب ، فإن
>رفض يقرأ عليه آيات العذاب والحرق بقراءة الرقية مرة واحدة ويمهل ثلاثة
>أيام أو نحوها، يقرأ أو يستمع المصاب في هذه الفترة إلى سورة البقرة
>والمائدة ، وطه ، ويس ، والصافات ، والجن ، في كل يوم ، وبعد ذلك يقرأ
>على المصاب فإذا كان الجني لا يزال موجداً في جسد المصاب ندعوه إلى
>الإسلام مرة أخرى فإن أصر على الكفر يؤمر بالخروج من جسد المصاب ، فان
>أبى يقرأ عليه قراءة مطولة بنية الحرق ، فان لم يخرج تكرر هذه الطريقة
>حتى يهلك الجني ، وينبغي على المعالج أن يقرأ مع آيات العذاب والحرق
>بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ
>عَظِيمٌ{ وقال البخاري: قال الحسن التقية إلى يوم القيامة ، ثم قال
>تعالى:}وَيُحَذّرْكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ { أي يحذركم نقمته في مخالفته
>وسطوته وعذابه لمن والى أعداءه وعادى أولياءه. ثم قال تعالى: }
>وَإِلَىَ اللّهِ الْمَصِيرُ{ أي إليه المرجع والمنقلب ليجازي كل عامل
>بعمله أ.هـ.
>يقول شيخ الإسلام ابن تيميه فأحوالهم ( أي الجن ) شبيهة بأحوال الإنس
>ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد ، والجن أجهل وأكذب وأظلم
>وأغدر .
>حرق الجني المسلم : قبل حرق الجني المسلم يجب أن يبين له أن اقترانه
>بالإنسي ظلم ويبين له والحلال والحرام ويقرأ عليه آيات الظلم والنفاق
>وما أعد الله لهم من العقاب الشديد ، ومن ثم يمهل ثلاثة أيام أو نحوها
>لعله أن يتقي الله ويخرج ، فإن أبى يهدد بالحرق ويقرأ عليه آيات الحرق
>حتى يتعذب ولكن لا تطيل في القراءة حتى لا يموت إن كان ضعيفا ، وبعد
>القراءة يتوعده المعالج بأنه سوف يستعين بالله ويحرقه حتى الموت إن لم
>يخرج ، ويمهله ثلاثة أيام أخرى أو نحوها ثم يرجع المصاب ويقرأ عليه فإن
>وجد المعالج الجني المسلم لا يزال في جسد المريض ، فيستعين بالله ويقرأ
>عليه قراءة مطوله ( ثلاث ساعات متواصلة أو نحوها ) بنية الحرق ، يكرر
>عليه الرقية المطولة في أيام متتالية حتى يأذن الله بخروجه أو بهلاكه .
>
>الجان المسلم يتأثر من آيات العذاب وآيات الإسلام وآيات الوحدانية مثل
>آية الكرسي ومثل قوله تعالى : } وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ
>إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ { في آل عمران :} شَهِدَ
>اللّهُ أَنّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ
>الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ
>الْحَكِيمُ { ، ويتأثر كثيراً من سورة الرحمن وسورة الجن ، وأول سورة
>طه ، ويتأثر من قوله تعالى : } مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ
>مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ
>رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
>سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ
>فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ
>شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ
>الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
>آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا
>عَظِيمًا{ [محمد:29]، ويتأثر كثيراً من من الآيات التي تذكر أسماء الله
>وصفاته .
الآيات التي تخاطب اليهود كقوله تعالى :
>
>} مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن
>كَانَ حَنِيفاً مّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{ [آل عمران:
>67]
>
>} وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النّصَارَى
>الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ
>يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ
>أَنّىَ يُؤْفَكُونَ{[التوبة:30]
>
>} وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ
>وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ
>كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنّ كثيراً مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن
>رّبّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ
>وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً
>لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً
>وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ { [المائدة4]
>
>} لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ
>وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنّ أَقْرَبَهُمْ مّوَدّةً لّلّذِينَ
>آمَنُواْ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّا نَصَارَىَ ذَلِكَ بِأَنّ مِنْهُمْ
>قِسّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ{ [المائدة:82]
>. ونحوها من الآيات
>
>حرق الجني النصراني : يحرق الجني النصراني بنفس الطريقة والأسلوب
>السابق ، مع اختلاف في قراءة السور والآيات ، فالمصاب يقرأ أو يستمع
>إلى سورة البقرة، وآل عمران ، والمائدة ، ومريم ، والصافات ، في كل يوم
>، وينبغي على المعالج أن يكرر قراءة آيات العذاب والآيات التي تخاطب
>النصارى وآيات الألوهية والوحدانية مثل آية الكرسي وكقوله تعالى :}
>وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ
>الرّحِيمُ { وقوله :}يَصَاحِبَيِ السّجْنِ أَأَرْبَابٌ مّتّفَرّقُونَ
>خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ{ ، وكذلك الآيات التي تكفر
>النصارى مثل قوله تعالى: } لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ
>اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِيَ
>إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ إِنّهُ مَن يُشْرِكْ
>بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ
>وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ{ ، مثل هذه الآيات ونحوها تؤثر على
>الجني النصراني تأثيرا شديدا.
>
> علامات حضور الجن النصراني أنه يقبض إصبعيه البنصر والوسطى ويشير
>بالخنصر والإبهام والذي يليه وكأنه يقول الإله الرب ، والإله الابن ،
>وروح القدس تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، أو يقبض يَديه ويرسم
>صورة الصليب بوضع ساعده الأيمن متقاطعا مع ساعد يده اليسرى . فإذا كان
>سبب التلبس السحر فيتعامل مع الجني كما ذكر في باب السحر وكذلك العين ،
>أما إذا كان سبب الاقتران أي سبب غير السحر والعين فيخير الجني بين
>الخروج أو الحرق ، وطريقة حرق الجني بتكرار قراءة الرقية بنية الحرق
>عدة مرات مع التأكيد على قراءة آيات العذاب. وكذلك منعه من الأكل
>والتضيق عليه بالعلاجات المباحة .
> >فينبغي ان لا يغفل المريض عن التسمية عند الأكل وقول بسم الله أوله
>وآخره إذا نسي والمحافظة على أذكار الصباح والمساء حتى يحول بين
>الشياطين في الخارج وبين الجان الذي داخل جسده . عن أُمَيَّةَ بْنِ
>مَخْشِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e جَالِسًا وَرَجُلٌ يَأْكُلُ فَلَمْ
>يُسَمِّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلا لُقْمَةٌ فَلَمَّا
>رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ
>فَضَحِكَ النَّبِيُّ e ثُمَّ قَالَ مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ
>مَعَهُ فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَقَاءَ مَا
>فِي بَطْنِهِ . رواه أبو داود
تعليقات
إرسال تعليق